اثر تطبيق قانون 157 لسنة 2025 على نشاط المقاولات والمطور العقارى

الحرب الروسية الأوكرانية

بقلم د. مصطفى بدوى

لا شك أن الحرب الروسية الأوكرانية, مازالت تداعياتها تمثل مصدر خطورة على العالم اجمع ,فإذا كانت اثارها الاقتصادية والسياسية ,شكلت أزمات مالية وسياسية لمعظم بلدان العالم , فماذا سيحدث في حالة تطور الامر لنشوب حرب نووية, حقا ستكون كارثة بل جحيم يمكن يطال الكل, وخاصة في ظل التحالفات وصراع الأقطاب الذى يمكن أن يدمر الأخضر واليابس.

أرى أن الامر جد خطير لأن أمريكا والغرب لأن يتركوا الامر يمر بسلام ,الا اذا استسلمت روسيا للأمر الواقع وهو وجود قطب واحد فقط يحكم العالم , وأمريكا مستعدة للتضحية ولديها من الإمكانيات أن تصمد طويلا هي وحلفائها في سبيل الاستمرار في قيادة للعالم دون شريك .

حلفاء أمريكا وحلفاء روسيا

وفى المقابل روسيا لن تتنازل بسهولة لأمريكا لحكم العالم منفردة, ولكن هل لروسيا حلفاء أقوياء متوافقين على استراتيجية واحدة مثل الغرب الحليف الأصيل لأمريكا ,والذى يشكل في تحالفه كتلة  صلبة قوية؟ لا اعتقد, فالصين على سبيل المثال لا تمثل حليف مثالي لروسيا في هذه اللحظة الزمنية ,فالصين مازالت في مرحلة ما قبل الدخول لامتلاك مصادر القوة والتي تمكنها في الدخول وبقوة في هذه الحرب, واعنى بمصادر القوة هنا , القوة الاقتصادية والعسكرية , ولا أعتقد ان الصين مستعدة الان لفقدان ما أنجزته من نهضه فى جميع المجالات عبر عشرات السنوات , والحالة الوحيدة التي يمكن ان تكون طرف في هذه الحرب ,هي شعورها بالخطر الحقيقي الذى يمكن ينال من هذه الإنجازات ومحاولة فصل تايون عنها والتي تمثل عمقها الاستراتيجي.  

- اذا روسيا في مأزق حقيقي بل مأزق تاريخي ,فميزان القوة في صالح أمريكا وحلفائها , وميزان القوة لا تحدده القوة العسكرية فقط بل عدد من العوامل منها الاقتصادية والسياسية والجيوسياسية وغيرها , فهل روسيا من الغباء توريط نفسها في حرب نووية وطويلة الأمد ؟ نترك الأيام القادمة للإجابة على هذا السؤال..

في تقرير صادر عن الإيكونيميست: بعنوان هل الانتكاسات العسكرية الروسية تزيد من خطر نشوب صراع نووي؟

ذكر التقرير في الفقرات الأخيرة منه:

أن المخاطر ستكون هائلة. ستكون الضربة النووية التكتيكية على قاعدة أوكرانية أو فوق البحر الأسود لحظة حاسمة, ستكون أول استخدام للأسلحة النووية منذ عام 1945, لكنها لن توقف بالضرورة الهجمات الأوكرانية.
 كتب الجنرال فاليري زالوجني ، القائد الأعلى لأوكرانيا ، في مقال شارك في تأليفه نُشر في 14 سبتمبر: "من الصعب أن نتخيل أنه حتى الضربات النووية ستسمح لروسيا بكسر إرادة أوكرانيا في المقاومة". وأي قرار لكسر المحرمات النووية من شأنه أن يضر بعلاقة روسيا مع الدول الصديقة أو غير المنحازة ، مثل الصين والهند. وقد يؤدي توجيه ضربة إلى أوكرانيا إلى النتيجة المعاكسة تمامًا لتلك التي سعى إليها بوتين منذ بداية الحرب: إرسال قوات غربية ، مثل فرق الأشعة المتخصصة ، إلى أوكرانيا.
- أعاد الانهيار المذهل لجيش فلاديمير بوتين في مقاطعة خاركيف إحياء المخاوف ,من احتمال لجوء روسيا إلى الأسلحة النووية. حذرت نائبة الأمين العام السابقة لحلف شمال الأطلسي ,  روز غوتمولر ، من أن روسيا يمكن أن تهاجم ا الآن بطرق لا يمكن التنبؤ بها حقًا ، وبطرق قد تشمل حتى أسلحة الدمار الشامل". وقالت السيدة جوتمولر ، في حديثها لبي بي سي ، إنها ليست قلقة بشأن الصواريخ الباليستية الروسية الضخمة العابرة للقارات ، التي تعبر المحيطات ويمكن أن تدمر المدن ، ولكن ما يسمى بأسلحتها النووية التكتيكية, وهل يمكن أن يستخدمها السيد بوتين  في حالة خسر الحرب؟

بوتين ليس صانع القرار الوحيد

بوتين ، على الرغم من ميله إلى الديكتاتورية ، ليس صانع القرار الوحيد في روسيا في هذا الصدد. ويحمل ثلاثة مسؤولين حقيبة Cheget ، أو الحقيبة النووية ، التي تنقل الأوامر إلى القوات الصاروخية وهم : بوتين ، وسيرجي شويغو (وزير دفاعه), والجنرال فاليري جيراسيموف (رئيس الأركان العامة).

- تقول بعض المصادر أن اثنين من المحطات الثلاثة يجب أن ترسل رمزًا حتى يكون أمر الضرب صالحًا, إذا تم تجاهل مثل هذا الأمر الخطير أو إبطاله ، فقد يكون له تأثير قاتل على سلطة بوتين.

 الجدل حول إمكانية استخدام روسيا للأسلحة النووية 

 اكتسب الجدل حول ما إذا كانت روسيا ستلجأ أم لا, إلى الاستخدام النووي نكهة دينية في الأشهر الأخيرة, يجادل أحد السياسيين بأن المخاطر كبيرة لدرجة أنه يتعين على الغرب إقناع الحكومة الأوكرانية بالمفاوضات قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة , ويرد آخر بالقول إن المبالغة في المخاطر النووية تصب في مصلحة بوتين ، مما يثني الغرب عن إرسال أسلحته الأكثر تقدمًا ويقيد أوكرانيا من تحرير جميع أراضيها. 

وأخيرا: الشخص الوحيد القادر على معرفة أي شيء على وجه اليقين هو بوتين نفسه.