أسطورة أبو العماليق حفيد أدم عليه السلام "عوج بن عنق " بين الحقيقة والخيال

القائمة الرئيسية

الصفحات

أسطورة أبو العماليق حفيد أدم عليه السلام "عوج بن عنق " بين الحقيقة والخيال


من هو "عوج بن عنق" أو "عوج بن عوق"

"عوج بن عنق" ، أو "عوج بن عوق" ، ويقال أو"عوج بن عناق" ، شخصية أسطورية لها وجود , ولكن ليست بمثل الوصف الذي وصفه الواصفون ، من المؤكد وجود مبالغات كثيرة وخيال جامح, ودائما الشخصيات ذات السمت الغريب والصفات الجسمانية والعقلية التي تتسم بالغرابة , والتمايز بينها وبين غيرها من البشر ,تكون محور للحديث فى المناسبات او حتى الحوارات العادية بين الناس , فما بال أذا كانت هذه الشخصية مؤثرة في الاحداث ومشاركة فيها ,من المؤكد ستكون اكثر جاذبية واثارة وكثرة الحديث عنها مع شيئا من المبالغات , ومع مرر الزمن ومع اختفاء هذه الشخصية بالموت , يضاف الى القصة الحقيقية المزيد من الخرافات والخيال ,حتى تصبح شخصية اسطورية خيالية لكثرة تراكم الحكايات الملفقة التي تتصف باللامعقول, والتي تخرج عن المنطق العقلي الإنساني. 

عوج بن عنق كما جاء في التوراة

عوج بن عنق أو عوج بن عوق وفقا للتوراة، كان ملك أموري لباشان والذي قتل مع جيشه من قبل موسى ورجاله في معركة درعا. وفي الأدب اليهودي يذكر بأن عوج كان واحدا من العمالقة الذين نجوا من الفيضان.
وما نجا من الكفّار من الغرق غير عوج بن عنق كان الماء إلى حجزته، وكان السبب في نجاته على ما ذكر أن نوحا عليه السّلام احتاج إلى خشب ساج للسفينة فلم يمكنه نقلها، فحمل عوج تلك الخشبة إليه من الشام. فشكر الله تعالى ذلك له ونجّاه من الغرق(1) 
- وهو حفيد آدم من ابنته عنق بنت آدم أول عاهرة فى التاريخ ... واختلفت الروايات , وأشهرها ما نقله (عبد الملك العاصمي) في كتابه "سمط النجوم العوالي" فقال: "أمه عنق بنت آدم لصُلبه، وقيل اسمها عناق، وهي أول بغيّ على وجه الأرض من ولد آدم عملت السحر

وصفه كما جاء في الاساطير

قيل إن طوله "ثلاثة ألاف وثلاثمائة وثلاثين ذراعا وثلث ذراع"، وقيل إنه كان يحتجز{يحتجب} السحاب ويشرب منها، "وكان يضرب بيده فيأخذ الحوت من قاع البحر ثم يرفعه إلى السماء فيشويه بعين الشمس فيأكله". نجا من الطوفان في زمن نوح، وحارب العديد من الأنبياء، وكانت نهايته حين رفع الجبل ليرمي عسكر موسى بالجبل، "فجعله الله طوقاً في عنقه، وقتله موسى "
 وكما هو معلوم أن الإسرائيليات مغرقة في المبالغة والتهويل ، وانتقلت ( الإسرائيليات ) الى بعض كتب المفسرين والقصاص وأصحاب التاريخ وأهل اللغة ، بل وبعض المحدثين ، كابن عساكر وأبي الشيخ الأصبهاني وابن المنذر وغيرهم .
 ومن المؤكد أن هناك اغراق في الخيال الوصفي , وكذلك علاقته بنبي  الله موسى فيه كذب وتدليس .

.قال ابن كثير:

كيف يزعم بعض المفسرين أن عوج بن عنق ويقال ابن عناق كان موجودا من قبل نوح إلى زمان موسى ويقولون كان كافرا متمردا جبارا عنيدا ويقولون كان لغير رشدة بل ولدته أمه عنق بنت آدم من زنا وإنه كان يأخذ من طوله السمك من قرار البحار ويشويه في عين الشمس وإنه كان يقول لنوح وهو في السفينة ما هذه القصيعة التي لك ويستهزئ به ويذكرون أنه كان طوله ثلاثة آلاف ذراع وثلاث مائة وثلاثة وثلاثين ذراعا وثلثا إلى غير ذلك من الهذيانات التي لولا أنها مسطرة في كثير من كتب التفاسير وغيرها من التواريخ وأيام الناس لما تعرضنا لحكايتها لسقاطتها وركاكتها ثم إنها مخالفة للمعقول والمنقول:
أما المعقول فكيف يسوغ فيه أن يهلك الله ولد نوح لكفره وأبوه نبي الأمة وزعيم أهل الإيمان ولا يهلك عوج بن عنق ويقال عناق وهو أظلم وأطغى على ما ذكروا وكيف لا يرحم الله منهم أحدا ولا أم الصبي ولا الصبي ويترك هذا الدعي الجبار العنيد الفاجر الشديد الكافر الشيطان المريد على ما ذكروا.
وأما المنقول فقد قال الله تعالى: {ثم أغرقنا الآخرين} {وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا} ثم هذا الطول الذي ذكروه مخالف لما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الله خلق آدم وطوله ستون ذراعا ثم لم يزل الخلق ينقص حتى الآن.
فهذا نص الصادق المصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى أنه لم يزل الخلق ينقص حتى الآن أي لم يزل الناس في نقصان في طولهم من آدم إلى يوم أخره بذلك وهلم جر إلى يوم القيامة.
وهذا يقتضي أنه لم يوجد من ذرية آدم من كان أطول منه فكيف يترك هذا يأهل عنه ويصار إلى أقوال الكذبة الكفرة من أهل الكتاب الذين بدلوا كتب الله المنزلة وحرفوها وأولوها ووضعوها على غير مواضعها فما ظنك بما هم يستقلون بنقله أو يؤتمنون عليه وما أظن أن هذا الخبر عن عوج بن عناق إلا اختلافا من بعض زنادقتهم وفجارهم الذين كانوا أعداء الأنبياء والله أعلم. اهـ.
(1) المصدر:( الكشف والبيان عن تفسير القرآن،دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان)






تعليقات

التنقل السريع